بينما يتداعى النظام الصحي في العراق، يلجأ الكثير من الناس مرة أخرى الى طرق العلاج القديمة
بقلم: *ناصر كاظم وحسين علي الياسري ـ بغداد
قد يكون نظام الرعاية الصحية في العراق يعاني من التدهور، لكن يبدو ان التجارة بعلاج الأعشاب التقليدي في ازدهار مضطرد.
وفي هذا الصدد فقد تجمع العشرات من الباعة المتجولين في شارع سوق مسقف فيما وراء القبة الذهبية لمسجد الكاظمية في بغداد، يعرضون مختلف أنواع القناني المليئة بالأوراق النباتية اليابسة والدهون والمساحيق.
ويمكن ملاحظة ان كل قنينة مكتوب عليها بكل دقة اسم العشبة التي تحتويها وطرق استعمالها التقليدية كدواء سوية مع الحالة المرضية التي تصلح لها كعلاج.
ان التجار الذين ورثوا المهنة أباً عن جد، يرددون كلاماً كثيراً عن تفوق بضاعتهم على الأدوية الاعتيادية، والمدى الواسع للأمراض التي يستطيعون علاجها.
وقال حسين حلول عبد الابراهيمي "صاحب محل زين العابدين للأعشاب وعمره (25) سنة "لم أتناول في حياتي حبة واحد من البراسيتيمول. اني أتناول الأعشاب الطبيعية للعلاج، كما تفعل عائلتي كلها. وأعتبر الدواء العشبي أفضل من الدواء الحديث لأنه يشفي الكثير من الأمراض المستعصية مثل السرطان دون أية آثار جانبية كما هي الحال مع الأدوية المحضرة كيمياوياً."
وتستورد بعض الأعشاب من دول أخرى مثل ايران وتركيا والهند، إلا ان التجار يقولون انه توجد في الأقل (3000) نوعية من النباتات المفيدة طبياً وهي تنمو طبيعياً في العراق.
وقال بائع الأعشاب عباس خضير لمندوب معهد صحافة الحرب والسلام "ان أشهر نبتة في العراق هي القيسوم التي تستعمل كمساعد على الهضم وقاتل للطفيليات."
وقال خضير ان يمكن استحلاب الدهن ( الخروع) من زهور الشايح واستعماله كشراب لعلاج الحمى، بينما تغلى ثمرة نبات الخلة في الماء وتستعمل لعلاج آلام الكلى وتزيل الحصو من المرارة.
ان بعض الأعشاب مثل الحنظل يستعمل كعلاج لداء البول السكري، وهو نبات صحراوي في حين تجلب النباتات الأخرى من الجبال مثل الزعتر الذي يساعد في علاج ألام الصدر والبابنغ لآلام العضلات والمعدة وهو يتكاثر على ضفاف الأنهار.
ويتبادل التجار بيع النباتات التي تجمع في مناطقهم فيما بينهم، كما يدفعون للمزارعين وغيرهم لجلب الأعشاب من المناطق البعيدة عن بلادهم.
ويتبع التجار خطى الأسلاف من خبراء الأعشاب ويعلقون صورهم مثل الامام الصادق في القرن العاشر، وطبيب القرن الثاني عشر زهير نجيب الزبيدي. ويذكرون ان زبائنهم يأتون من مختلف ميادين الحياة وبينهم الكثير من الزوار القادمين من الدول العربية الأخرى.
ويعد زهير جبار وهو ميكانيكي عمره (35) سنة من المرضى القانعين لأنه عولج من آلام الكلى وقال "لم أستفد من معظم الدواء الذي تناولته، ولم يبق شيء لم أجربه لذلك لجأت الى طب الأعشاب." وأضاف بان جرعة واحدة من العشب المعروف (كفشات الأوضرة) قضت على آلامه. ويأتي بعض المرضى الى باعة الأعشاب تنفيذاً لتوصية من الأطباء الجيدين، وفي هذا الصدد فان الدكتور علي عبد الصاحب الطبيب العام البالغ من العمر (40) سنة يحيل المرضى الى الكاظمية لتلقي العلاج مثل (الكرويا السوداء) التي تستعمل لعلاج أمراض الجهاز البولي. وقال "انها مجربة ومختبرة وليس لها آثار جانبية."
وبينما تكون معظم حالات العلاج على شكل جرعات للأمراض اليومية، يدعي بعض التجار انهم قادرون على علاج أي مرض.
ويقول فارس عبد الزهرة صاحب محل الامامين وعمره (30) سنة "بامكانك جلب أي شخص مصاب بمرض الأيدز، وباستطاعتي ان أشفيه خلال (6) شهور." ولم يكشف أي أعشاب سيستخدم وقال "انه سر لا يمكنني اخبارك به. لقد اكتشفته بنفسي وليس لأي أحد الحق بان يعرف ما هو."
*ناصر كاظم وحسين علي الياسري ـ بغداد
بقلم: *ناصر كاظم وحسين علي الياسري ـ بغداد
قد يكون نظام الرعاية الصحية في العراق يعاني من التدهور، لكن يبدو ان التجارة بعلاج الأعشاب التقليدي في ازدهار مضطرد.
وفي هذا الصدد فقد تجمع العشرات من الباعة المتجولين في شارع سوق مسقف فيما وراء القبة الذهبية لمسجد الكاظمية في بغداد، يعرضون مختلف أنواع القناني المليئة بالأوراق النباتية اليابسة والدهون والمساحيق.
ويمكن ملاحظة ان كل قنينة مكتوب عليها بكل دقة اسم العشبة التي تحتويها وطرق استعمالها التقليدية كدواء سوية مع الحالة المرضية التي تصلح لها كعلاج.
ان التجار الذين ورثوا المهنة أباً عن جد، يرددون كلاماً كثيراً عن تفوق بضاعتهم على الأدوية الاعتيادية، والمدى الواسع للأمراض التي يستطيعون علاجها.
وقال حسين حلول عبد الابراهيمي "صاحب محل زين العابدين للأعشاب وعمره (25) سنة "لم أتناول في حياتي حبة واحد من البراسيتيمول. اني أتناول الأعشاب الطبيعية للعلاج، كما تفعل عائلتي كلها. وأعتبر الدواء العشبي أفضل من الدواء الحديث لأنه يشفي الكثير من الأمراض المستعصية مثل السرطان دون أية آثار جانبية كما هي الحال مع الأدوية المحضرة كيمياوياً."
وتستورد بعض الأعشاب من دول أخرى مثل ايران وتركيا والهند، إلا ان التجار يقولون انه توجد في الأقل (3000) نوعية من النباتات المفيدة طبياً وهي تنمو طبيعياً في العراق.
وقال بائع الأعشاب عباس خضير لمندوب معهد صحافة الحرب والسلام "ان أشهر نبتة في العراق هي القيسوم التي تستعمل كمساعد على الهضم وقاتل للطفيليات."
وقال خضير ان يمكن استحلاب الدهن ( الخروع) من زهور الشايح واستعماله كشراب لعلاج الحمى، بينما تغلى ثمرة نبات الخلة في الماء وتستعمل لعلاج آلام الكلى وتزيل الحصو من المرارة.
ان بعض الأعشاب مثل الحنظل يستعمل كعلاج لداء البول السكري، وهو نبات صحراوي في حين تجلب النباتات الأخرى من الجبال مثل الزعتر الذي يساعد في علاج ألام الصدر والبابنغ لآلام العضلات والمعدة وهو يتكاثر على ضفاف الأنهار.
ويتبادل التجار بيع النباتات التي تجمع في مناطقهم فيما بينهم، كما يدفعون للمزارعين وغيرهم لجلب الأعشاب من المناطق البعيدة عن بلادهم.
ويتبع التجار خطى الأسلاف من خبراء الأعشاب ويعلقون صورهم مثل الامام الصادق في القرن العاشر، وطبيب القرن الثاني عشر زهير نجيب الزبيدي. ويذكرون ان زبائنهم يأتون من مختلف ميادين الحياة وبينهم الكثير من الزوار القادمين من الدول العربية الأخرى.
ويعد زهير جبار وهو ميكانيكي عمره (35) سنة من المرضى القانعين لأنه عولج من آلام الكلى وقال "لم أستفد من معظم الدواء الذي تناولته، ولم يبق شيء لم أجربه لذلك لجأت الى طب الأعشاب." وأضاف بان جرعة واحدة من العشب المعروف (كفشات الأوضرة) قضت على آلامه. ويأتي بعض المرضى الى باعة الأعشاب تنفيذاً لتوصية من الأطباء الجيدين، وفي هذا الصدد فان الدكتور علي عبد الصاحب الطبيب العام البالغ من العمر (40) سنة يحيل المرضى الى الكاظمية لتلقي العلاج مثل (الكرويا السوداء) التي تستعمل لعلاج أمراض الجهاز البولي. وقال "انها مجربة ومختبرة وليس لها آثار جانبية."
وبينما تكون معظم حالات العلاج على شكل جرعات للأمراض اليومية، يدعي بعض التجار انهم قادرون على علاج أي مرض.
ويقول فارس عبد الزهرة صاحب محل الامامين وعمره (30) سنة "بامكانك جلب أي شخص مصاب بمرض الأيدز، وباستطاعتي ان أشفيه خلال (6) شهور." ولم يكشف أي أعشاب سيستخدم وقال "انه سر لا يمكنني اخبارك به. لقد اكتشفته بنفسي وليس لأي أحد الحق بان يعرف ما هو."
*ناصر كاظم وحسين علي الياسري ـ بغداد